Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

wijhatenadar

30 avril 2010

هل استيقظنا من دار غفلون...!؟

مع اقتراب حلول 16 ماي من كل سنة نبدأ باسترجاع تلك الصور البشعة التي ظلت عالقة بأذهاننا لفترة طويلة، لتشرع قلوبنا في الخفقان، و يتمالكن الإحساس بالخوف و الرعب،وكأننا برمجنا منذ سنة 2003 على الإحساس بهذا.وهذا كله لأن هذا التاريخ ارتبط بسلسلة الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، القلب النابض للمغرب.                     
وها نحن الآن في سنة 2010 سنخلد هذه الذكرى التي في حقيقة أمرها ليست كباقي الذكريات, كونها ليست بعيد ديني و لا وطني و ليست احتفالا بيوم عالمي أو شيء من هذا القبيل، وإنما ذكرى لمأساة عمرها ست سنوات استنكرها المغاربة أولا  ثم الدول الأجنبية و المنظمات الدولية ثانيا..إنها ذكرى ولدت من رحمها كلما ت و شعارات عديدة و على رأسها  ًماتقيش بلادي ً  التي أصبحت شعارا وازنا ،له مكانة مر

 

موزة في القاموس اللغوي المغربي.كما أننا نتذكر من خلالها كذلك الضربة القوية التي تلقها المغاربة في تاريخهم الحديث،  نظرا لأن الكل كان يؤمن بأن المغرب بلد آمن بكل ما للكلمة من معنى. 

 

الى أني ا تضح العكس يوم 16 ماي 2003 حيث شهدت البيضاء 5 انفجارات متتالية،ترتبت عنها خسائر بشرية تتمثل في عشرات  الأرواح و مئات الجرحى من الأبرياء و كذا ألاف المواطنين الذي لازالوا يعيشون على وقع  الصدمة لحد الآن، بالإضافة إلى الخسائر المادية .                                                                                                            

و بعد مرور هذا الحادث بمدة لم تتجاوز ليلتين، استوعب الجميع ملكا و شعبا الرسالة التي تثبت أن الإرهاب لم يعد بضاعة مستوردة  كما كنا نظن ، و إنما غدا صناعة محلية على درجة من الإتقان في أساليب التأطير و التنظيم.لكن للأسف لم يكن إجماع كلي على هذه الرسالة رغم وضوحها.ذلك لأن بعض الجهات الغير مسماة لم تتعامل مع الحدث كما كان يجب التعامل معه. لتوضف هذه الأحداث في تصفية حسابات سياسية لاغبر.فسرعان ما  ًشيرتً بأصابع الإتهام نحو جميع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية. لتشن بعد ذلك حملة يمكن وصفها بالعشوائية نظرا لأن غالبية الأشخاص الذين استهدفتهم لم تكن تربطهم أية صلة بما وقع،فقط لأنهم كانوا يحملون كتبا دينية  و لديهم لحية طويلة أو لأنهم استيقظوا فجرا لأداء صلاتهم.فكثرت حينها الاختطافات و امتلئت السجون و بدأت التجاوزات و التعديبات بكل أنوعها بعد الإستنطاقات الفارغة.وأما م تزا يد حدة الظلم خلال تلك الآونة أصبح العديد من الناس يحلقون لحياهم خوفا من أن يتم اعتقالهم فيعجزوا عن الدفاع عن أنفسهم أمام أناس لا يفقهون سوى لغة التعذيب ثم التعذيب.

وحتى لا أسقط أمام خطأ التعميم فصراحة تم اعتقال بعض الوجوه التي كا نت من بين الرؤوس المدبرة لهذه الأحداث و هذه حقيقة لايجب نكرانها و التي يرجع فيها الفضل إلى الأجهزة الأمنية التي استطاعت خلال تلك الفترة إثبات فعاليتها في تعقب العد يد من الخلايا الإرهابية رغم الإمكانيات البشرية والمادية المتواضعة التي كانت تتوفر عليها حينها.

لكن هذا أو ذاك لا يعني أبدا أننا توفقنا في معركتنا ضد الإرهاب فاقتلعناه من جذوره، و إنما يجب القول أننا نجحنا فقط في تجميده.ذلك لأنه تم تغييب عنصر مهم خلا ل التعامل مع هذا الملف و هوالحوار الذ ي كنا بواسطته سنتعرف على أسباب ميلاد وانتشار هذا الفكر المتطرف،و كذا دوافع وأسباب استسلام الشباب بالأخص لؤلئك المؤ طرين الأوباش. ليتم تعويضه بأسلوب آخرلم يعد صالحا لهذا الزمان، وهو الزاروطة وما جاورها، والتي لن تساهم إلا في تأجيج الوضع و تنامي الحقد والكراهية.

و كدليل يؤكد أننا لم نقضي بعد على الإرهاب ،أ وبالأحرى أننا لازلنا بعد لم نستيقظ من دار غفلون: و هو الخلية التي ثم تفكيكها مؤخرا بإحدى الأقاليم الصحراوية.هذا ونحن نعلم جيدا أنه إذا ما نجحت أية خلية في التشكيل بهذه المناطق بالذات،فهذا يعني أنه سيكون على المغرب إعلان حالة الاستنفار،فيتخلى عن الاستعداد للانتخابات الجماعية وعن مواجهة الأزمة العالمية و التصدي لإنفلونزالخنازير...ليتفرغ إلى حربه مع الإرهاب .خاصة و أنه سرعان ما ستحصل هذه    الخلايا على الدعم بكل أنواعه من طر ف الانفصاليين، بما أن هدفهم الوحيد والمشترك هو زعزعة نظام واستقرار البلاد.ولهذا أؤكد على أنه من الضروري الاستيقاظ من دارغفلون و إلا فإننا سنغفل.

حفيضي محمد 
  طالب صحافي   

Publicité
Publicité
Publicité